قصة بائع الدجاج والقاضي ، و حكمة ” ويل لقاضي الأرض من قاضي السماء “

في يوم من الأيام جاء إلى بائع الدجاج رجل معه دجاجة مذبوحة وكان يريد أن يقطع هذه الدجاجة وينزع منها العظام ،
أعطى الرجل الدجاجة لصاحب المحل الذي قال له : عد بعد ربع ساعة وستكون دجاجتك جاهزة ، فقال صاحب الدجاجة في حماسة اتفقنا وذهب الرجل .
بائع الدجاج والقاضي :
وبمجرد أن ذهب الرجل مر على المحل قاضي المدينة، فقال لصاحب محل الدجاج :
أعطني دجاجة من عندك، فقال له صاحب المحل : والله ليس عندي غير هذه الدجاجة، وصاحبها سوف يعود بعد ربع ساعة لكي يأخذها .
فقال له قاضي المدينة : اعطني إياها الآن، وعندما يأتيك صاحبها قل له أن دجاجته طارت .
تعجب الرجل كثيراً من حديث القاضي وقال له في غضب : كيف أقول له أن دجاجته طارت وهو قد أعطاني الدجاجة مذبوحة ؟
فقال له القاضي في غرور : اسمع ما أقول، قل له أن الدجاجة قد طارت ولا عليك وإن شاء فليشتكي عليك ولا تخف .
اضطر صاحب المحل ان يستمع إلى كلام القاضي خوفاً من سلطته وهو يقول في نفسه الله يستر، وأعطاه الدجاجة بالفعل .
بائع الدجاج والرجل :
بعد مرور ربع ساعة جاء صاحب الدجاجة إلي محل الدجاج وقال لصاحبه : أعطني دجاجتي إن كانت جاهزة ،
فقال له صاحب المحل في خجل ، دجاجتك طارت ، فقال الرجل في دهشة : كيف ؟ كيف طارت دجاجتي وقد اعطيتها لك مذبوحة.
فدار شجار وشادة كلامية بين صاحب الدجاجة وصاحب محل الدجاج حتى قال له صاحب الدجاج ،
هيا لنذهب الى المحكمة حتى يحكم بيننا القاضي ليعطيني حقي .
نقدم لك أيضا : قصة الرجل الصالح ، وحديث كونوا دعاة إلى الله بأخلاقم وأنتم صامتون / من روائع القصص

بائع الدجاج واليهودي :
وبالفعل ذهبا معاً وأثناء طريقهم رأوا اثنين يتقاتلون واحد مسلم والآخر يهودي،
فأراد صاحب محل الدجاج أن يفرق بينهم ولكنه أدخل اصبعه عن طريق الخطأ في عين اليهودي ففقعها ،
تجمع الناس وأمسكوا به وجروه إلى المحكمة عند القاضي، وعندما وصلوا إلى هناك أفلت منهم الرجل وهرب فدخل إلى مسجد ،
فدخل الناس وراءه فصعد فوق المنارة فلحقوا به ، فقفز منها فوقع على رجل عجوز، فتسبب في موته بسبب وقوعه عليه ،
فجاء ابن العجوز وأمسك بصاحب محل الدجاج الذي قتل والده العجوز وذهب به إلى القاضي .
فلما رآه القاضي عرفه وضحك في سره وهو لا يدري انه أصبح عليه الان ثلاث قضايا .
قضية سرقة الدجاجة وفقع عين اليهودي وقتل العجوز .
القضايا الثلاث :
عندما علم القاضي بهذه القضايا الثلاث أمسك رأسه وجلس يفكر، قائلاً : دعونا نهتم بالقضايا واحدة تلو الأخرى .
نادى القاضي أولاً على صاحب الدجاجة قائلاً : ماذا تقول في دعواك على صاحب محل الدجاج ؟
فرد الرجل : هذا قد سرق دجاجتي وقد أعطيتها له مذبوحة ولكنه قال لي إنها طارت، فقال القاضي : هل تؤمن بالله ؟
قال الرجل : نعم بالطبع اؤمن بالله ، فقال له القاضي : يحيي العظام وهي رميم ، قم فليس عندك شيء عند صاحب محل الدجاج .
ثم نادى على القضية الثانية، فجاء اليهودي واتهم الرجل بفقع عينيه فقال القاضي لليهودي : دية المسلم للكافر النصف،
ولذلك يجب أن نفقع لك عينيك الثانية حتى تفقع للمسلم عين واحدة، فقال اليهودي على الفور : لقد عفوت عنه وتنازلت عن حقي .
ابتسم القاضي في سخرية بداخله وهو يقول : أعطونا القضية الثالثة، فجاء ابن العجوز وقال له : لقد سقط هذا الرجل على والدي فقتله .
فكر القاضي قليلاً ثم قال : اذا اذهبوا عند المنارة واقفز أنت من فوقها على صاحب محل الدجاج .
فقال الشاب للقاضي : وماذا يحدث إن تحرك يميناً أو يساراً، فسوف أموت أنا .
عندها قال القاضي : والله هذه ليست مشكلتي، لماذا لم يتحرك والدك يميناً أو يساراً لينقذ نفسه ؟
اقرأ أيضا : الكلمات الجارحة و أثرها على الاخرين ، قصة الفلاح و صديقه / قصة و عبرة
الحكمة من القصة : هناك دائماً من يستطيع اخراجك من أى مشكلة مثل الشعرة من العجين ، فقط إن كان لديك دجاجة تعطيها للقاضي . فويل لقاضي الأرض من قاضي السماء .